حلف بني ياس

حلف بني ياس



ترجع أول إشارة إلى بني ياس إلى عام 1633 في مخطوطة:

كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة للمؤرخ العماني سعيد بن سرحان، فقد أوردت المخطوطة أن بني ياس سارعوا إلى المشاركة في مناصرة أهل الظاهرة في الجهاد لطرد البرتغاليين من قلعة جلفار شمال رأس الخيمة.

وكان حلف بني ياس يمثل القوة البرية في المنطقة بزعامة آل بوفلاح وقد أطلق عليه اسم حلف بني ياس على التجمع القبلي الذي كون هذا الحلف.

وقد تشكل هذا الحلف من مجموعة من القبائل بقيادة آل بوفلاح الذين خرجت منهم أسرة آل نهيان التي تولت الحكم منذ أكثر من مائتي عام.

ومن الأقسام الرئيسية في حلف بني ياس كما تذكر المصادر آل بوفلاسة الذين ينتمي إليهم حكام إمارة دبي، والقيسات الذين استوطنوا ليوا وسط إقليم الظفرة والسودان الذين عاش أغلبيتهم في البطين. وهناك فروع أخرى لبني ياس مثل المزاريع وآل بومهير، والهوامل، والمرر، والرميثات، والمحاربة، والقمزان، والسبايس، وآل بوصير، والرواشد، والمشاغين.

ووجدت جماعات صغيرة كانت تتبع بني ياس مثل آل بوأمين والعريفات والذهيلات وغيرها، هذا فضلاً عن بطون بعض القبائل الأخرى التي عاشت في كنف آل نهيان.

ويمكن القول: إن قوة تماسك حلف بني ياس وشدة ترابط أعضائه أدى منذ القرن السابع عشر إلى إطلاق لفظة قبيلة على هذا الحلف، حيث تشير المصادر والمراجع التاريخية إلى قبيلة بني ياس.

أسرة آل نهيان في أبوظبي

ما يفرح ويسعد أن يكون لـ (أبوظبي) شأن كبير في العصر الحديث.. وأن تنجب رجالاً سجلت أسماؤهم بحروف من نور في سفر التاريخ الخالد.

لقــد استطاع حكام آل نهيان أن يكونوا بمستوى المسؤولية، وأن يوجهوا مقود الحكم بدراية وحنكة فينتشر الأمان، ويعيش هذا البلد حالة من الاطمئنان والاستقرار لا مثيل لهما.. ولم لا والعطاء ثر؟ والوفاء دفّاق، والعدل شلال نور ومشعل أمان ودعة.

كانوا حكاماً كباراً في إخلاصهم.. عظاماً في تحمل مسؤولياتهم وبناء الإنسان في وطنهم...

في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي تمكن الشيخ عيسى بن نهيان أن يجمع بني ياس تحت لوائه، وبذلك يعتبر أول حكام آل نهيان. أما الشيخ ذياب بن عيسى فقد أسس المنطقة الساحلية في جزيرة أبوظبي، واتخذ مقر إقامته في سهل الحمرة الذي يقع إلى الشمال من أرض الظفرة...

وبالرغم من أن مدة حكمه كانت قصيرة إلا أنه استطاع أن ينشر العدل، وأن يصرف الأمور بحنكة ودراية مما عكس حالة من الهدوء والاستقرار.

بعد وفاة الشيخ ذياب بن عيسى تولى الشيخ شخبوط بن ذياب زعامة آل بوفلاح خلال الفترة الواقعة ما بين العامين 1793-1816، وقد اتصف بأفقه الواسع وإدراكه العميق وتحليله الدقيق..

في عهده تأكدت زعامة آل بوفلاح على بني ياس، وخاض معارك لصد الغزوات الأجنبية التي تعرضت لها عمان، كما تحالف مع آل بوسعيد حكام مسقط، وهذا مهد لخلق روح التآلف والمحبة بين حكام آل نهيان وحكام آل بوسعيد.

ومما يسجل للشيخ شخبوط بن ذياب تلك الخطوة الجريئة التي كان لها أثرها السياسي والاقتصادي الكبير والبالغ في حياة إمارة أبوظبي إذ نقل مقر حكمه من ليوا التي تقع في الداخل إلى المدينة التي بدأت تفتح عيونها على الحياة في جزيرة أبوظبي، ولم يقف عند هذا الحد، بل شجع على التجارة والغوص والصيد والملاحة.

بعد الشيخ شخبوط بن ذياب استلم الحكم طحنون بن شخبوط، وقد اتصف بحبه للعمل ونشاطه وحيويته، وصارت أبوظبي في عهده في العام (1818م ـ 1833م) والتي أيدتها (بني ياس) قوة يشار إليها بالبنان في ساحل عمان بسبب سياستها الحكيمة، وما تمتلكه من محاربين وعتاد.

وعندما جاء الشيخ خليفة بن شخبوط الذي تولى حكم أبوظبي بعد أخيه طحنون كانت أبوظبي قوة سياسية وحربية كبيرة في جنوب شرق الجزيرة العربية.

لقد دام حكم الشيخ خليفة بن شخبوط من العام (1833 ـ 1845م) وقد مرت أبوظبي بفترة اضطراب بسبب الصراع بين الشيخ خليفة وأخيه سلطان الذي اشترك معه في الحكم فترة، لكن الشيخ خليفة انفرد بالحكم بعد ذلك.. في هذه الفترة انفصل آل بوفلاسة عن بني ياس وانفردوا في دبي بالسلطة.

وبقيت السلطة للشيخ خليفة إلى أن تولى الشيخ سعيد بن طحنون الحكم ما بين 1845 ـ 1855م وطوال هذه السنوات كانت أبوظبي تواجه أخطاراً أجنبية استطاع الشيخ سعيد بصلابته وحبه لبلاده أن يدافع عنها، كما استطاع بحكمته أن يستميل إلى جانبه قبائل الظواهر والنعيم وغيرها.

زايد الأول (الكبير)

أدار زايد الأول الملقب بـ (زايد الكبير) إمارة أبوظبي منذ عام 1855 وبقي حتى عام 1909، وقد استطاع الشيخ زايد الأول أن يدير دفة الحكم بدراية، كما سعى إلى تطوير البلاد من خلال تأليف قلوب القبائل في الإمارة ومصاهرته قبائل ساحل عمان.

كان الشيخ زايد بن خليفة رجلاً عملياً واعياً، فاجتمعت القبائل حوله تشد من أزره، وأنجب ثمانية أولاد أدوا أدواراً مهمة في حياة والدهم وهم: خليفة ــ وطحنون ــ وسعيد ــ وحمدان ــ وهزاع ــ وسلطان ــ وصقر ــ ومحمد.

لقب بزايد الكبير، وأحب الشورى، وذلل عقبات كثيرة من خلال علاقات الصداقة التي أقامها بين بني ياس والقواسم، ومن خلال تعاونه مع آل مكتوم في دبي، كما وطد نفوذه في البريمي.

يقول السيد حمدي تمام مؤلف كتاب زايد القـائد والمسيرة : ولم تكن جهود الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان قاصرة على ما حدث في المجتمع من تطورات سياسية واقتصادية، ولكنها أحدثت كذلك تطوراً كبيراً في النواحي الفكرية والثقافية، ويتضح لنا ذلك في تراث كثير من العلماء والأدباء الذين ظهروا في مجتمع الإمارات خلال سنوات حكمه.

وعندما انتقل الشيخ زايد بن خليفة إلى رحمته تعالى اجتمع مجلس عائلة آل نهيان واتفقوا على أن يكون خليفة المرحوم ابنه الأكبر الشيخ خليفة الذي كان يتصف بقوة الشخصية ورجاحة العقل.. إلا أن الشيخ خليفة شكر مجلس العائلة ورفض أن يخلف أباه فتم اختيار الشيخ طحنون لتولي حكم الإمارة وهو الابن الثاني للشيخ زايد الأول.

بقي الشيخ طحنون يدير الحكم ثلاث سنوات بدأت في العام 1909 وانتهت في العام 1912. والذي يجب الاعتراف به أن إمارة (أبوظبي) شهدت في عهده فترة ازدهار ورخاء اقتصادي ونشاط تجاري وحركة عمل واسعة خاصة فيما يتعلق بالصيد والغوص.

وفور وفاة الشيخ طحنون بن زايد تجدد عرض حكم إمارة أبوظبي على الشيخ خليفة بن زايد ثانية، لكن الرفض بقي مستمراً فتولى الحكم أخوه حمدان في عام 1912 وبقي في الحكم مدة عقد كامل سيطر الهدوء على البلاد، وازدهرت تجارة اللؤلؤ، وعم التسامح، فقد كان الشيخ حمدان كريماً معطاء، وهذا ما جعله يترك أثراً طيباً عند القبائل في فترة حكمه وبعده.

في عام 1922 تسلم الحكم الشيخ سلطان بن زايد واستمر خمس سنوات حتى عام 1926، وقد كان شجاعاً حكيماً أقام علاقات طيبة مع جيرانه من أمراء ساحل عمان، ومما يذكر أن الشيخ سلطان اهتم بأمور الزراعة والري، وأمر بحفر فلج المويجعي، الذي سبب ازدهاراً في قرية المويجعي، كما ابتنى قصراً شرقي العين مازال موجوداً حتى الان.

وفي عام 1926، وفي شهر أغسطس تحديداً، تسلم الشيخ صقر بن زايد الحكم، ولما كانت فترة حكمه قصيرة جداً، فلم تبرز إنجازات الشيخ صقر بشكل واضح.

ويستلم الشيخ شخبوط الحكم في إمارة (أبوظبي) مدة ثمانية وثلاثين عاماً، ويعتبر الشيخ شخبوط من أحفاد الشيخ زايد الكبير، لقد عاهدته أسرة آل نهيان على الوفاء بتوجيه من الشيخة سلامة بن بطي والدة الشيخ شخبوط، الذي اهتم كثيراً بالعناصر الحيوية، ومن أهمها قضية مياه الشرب إذ تم في عهده مشروع مد أول خط لأنابيب مياه الشرب من منطقة الساد قرب مدينة العين إلى مدينة أبوظبي.

وفي السادس من أغسطس من العام 1966 تنازل سمو الشيخ شخبوط عن الحكم إلى شقيقه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فأشرقت شمس جديدة، وهبت رياح المسرات، وعقدت أبوظبي مع التقدم والخير والعطاء والعدل والازدهار موعداً قطعياً نرجو الله -عز وجل- أن يديمه.

وفيما يلي جدول زمني لحكام

أسرة آل نهيان

1- الشيخ عيسى بن نهيان ال نهيان (القرن الثامن عشر)

2- الشيخ ذياب بن عيسى بن نهيان (القرن الثامن عشر)

3- الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى (1739-1816)

4- الشيخ محمد بن شخبوط (1816-1818)

5- الشيخ طحنون بن شخبوط (1818-1833)

6- الشيخ خليفة بن شخبوط (1833-1845)

7- الشيخ سعيد بن طحنون (1845-1855)

8- الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط (1855-1909)

9- الشيخ طحنون بن زايد بن خليفة (1909-1912)

10- الشيخ حمدان بن زايد بن خليفه(1912-1922)

11- الشيخ سلطان بن زايد بن خليفه (1922-1926)

12- الشيخ صقر بن زايد بن خليفه (1926-1928)

13-الشيخ شخبوط بن سلطان بن زايد بن خليفه (1928-1966)

14 الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفه (1966-2004).

15 الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان بن خليفه ال نهيان حفظه الله

لماذا سميت أبوظبي؟

يشير تقرير لحكومة الهند كتب عام 1831، إلى أن أحد رجال آل بوفلاح اكتشف بئر ماء للمرة الأولى في جزيرة أبوظبي عام 1716، مما دفع بعض أفراد بني ياس إلى الهجرة إلى الجزيرة والإقامة فيها.

واختلفت الروايات حول مسمى (أبوظبي) فهناك رواية تقول: إن الجزيرة سميت بذلك لأنها كانت زاخرة بالظباء، وتقول رواية أخرى إن صياداً اصطاد ظبياً بعد ملاحقة عنيفة، ولقي الصياد والظبي حتفهما عطشاً قرب بئر قد جف ماؤها فسميت البئر (أبوظبي) وصار الاسم علماً للجزيرة ثم للإمارة كلها فيما بعد. وهناك من يقول بأن الجزيرة كانت تسمى في البداية أم ظبي وتحولت التسمية بعد ذلك إلى (أبوظبي).

وبقي الغوص والصيد المهنتان الوحيدتان اللتان امتهنهما أهالي أبوظبي حتى اكتشاف النفط وبداية استخراجه وتصديره. ويذكر بعض معاصري تلك الفترة أن بني ياس بفروعها من القبائل المتعددة في أبوظبي، وكذلك 70% من أهالي العين، كانوا يعتمدون على الغوص وتجارة اللؤلؤ. وكانت فترة الغوص ما بين شهري يونيو وأكتوبر من كل عام. وعندما ينتهي الغوص يلتحق الرجال بعائلاتهم، ويخرجون للقنص في مواسم الأمطار والأعشاب، أو يعملون في صيد الأسماك.

وكان سكان أبوظبي موزعين على قبائل (أو فروع) بني ياس في أحياء متلاصقة (فرجان) فشرق السوق المركزي الحالي كان يقطنه الرميثات والقبيسات، وفي الرأس العتيبة ويمونة رأس بن عتيبة، ومن غرب الحصن القديم كان فريج القمزان وفريج الحمدان والهوامل والمزاريع والمحاربة، وكان البطين يسكنها السودان وأهل بومهير. وكان الميناء الرئيسي في أبوظبي أو (القطعة) مقابلاً لدوار الساعة الحالي على شارع الكورنيش، وكان ساحلاً عادياً بلا أرصفة.

وهناك الميناء الآخر ـ البندر ـ حيث ميناء زايد حالياً، والميناء الثالث كان ميناء البطين.

أما المساكن فكانت أنواع:

التاجر بيته من حصى وجص (الآجر) وبه مخازن ومجالس، ولكن الأغلبية كانوا يقطنون في بيوت من سعف النخيل وخيام من السعف والجذوع.